ليالي الشتاء الحزينة عند الطيور تنفق العديد من الطيور خلال فصل البرد،والسبب ليس البرد أكثر منه الجوع،
ولاسيما الطيور آكلة الحشرات أو الطيور الضعيفة. ومعروف عن الطيور تأثرها
الشديد بانخفاض درجة الحرارة،
والصغيرة منها هي أكثر عرضة للهلاك بسبب البرد، مثل طائر القرقب الذي
يتراوح وزنه مابين /8/إلى /15/ غراماً، وتبلغ درجة حرارة جسمه 40 درجة
مئوية، وكلما انخفضت درجة الحرارة أصبح الفارق الحراري أكبر مابين حرارة
الجسم وحرارة الوسط الخارجي.
ويؤكد الاختصاصي بعلم الطيور جاك بلونديل أن فصل الشتاء هو فترة تقلب وفيه
خطورة كبيرة على حياة الطيور ويكون أسوأ حين تنخفض درجة الحرارة كثيراً.
ولذلك من الضروري التعويض للطيور عن هذا الفصل القاسي من الناحية
السيكولوجية. ونظراً لأن الطيور تنفق في هذا الفصل بسبب الجوع أكثر، من
الضروري العمل على تأمين الطعام لها، لاسيما وأنه لمواجهة موجات برد الشتاء
ينبغي أن تلتقط الطيور طعامها على مدار اليوم بأكمله، وعلى سبيل المثال،
فإن طيور القرقب بمقدورها التقاط طعامها يومياً بما يعادل وزنها.
وفي فصل الشتاء، وكون النهار يتصف بقصره، فإن الوقت اللازم للبحث عن الغذاء
يصبح محدوداً جداً، هذا إذا ما أضفنا تغطية الأرض بطبقة من الجليد لأيام
عديدة، الأمر الذي يجعل طيور مثل /أبو الحناء/ آكلة الحشرات، تعاني صعوبة
كبيرة في إيجاد طعامها.
وهنا تعمل آلية الاصطفاء جيداً لأن الطيور الأكثر تحملاً وقوة هي التي
تستطيع الاستمرار، وتلك هي طبعاًنظرية تطور تلك الأنواع، فهذا الاصطفاء
الطبيعي تحركها درجة الحرارة. التي تدفع الطيور إلى الهجرة وإلى مناطق جداً
بعيدة أحياناً عن موطنها الأصلي.
ويقترح بعض علماء الطيور بغية مساعدة الطيور على إيجاد غذائها، تخصيص كرات
غذائية لها تحتوي على مواد غذائية دسمة قوامها الحبوب، ويتم تعليقها في
الأعلى فوق سطح الأرض تسمح للطيور الصغيرة التقاط طعامها مباشرة، أما
الطيور، مثل أبو الحناء، والذي لا يقترب إلى المعالف المخصصة للطيور، يمكنه
التقاط ما يسقط على الأرض من تلك الكرات.
ويعتقد نيكولا ماكير من جمعية حماية الطيور أن بذور دوار الشمس تشكل أفضل
الأغذية للطيور لأنها تحتوي على كثير من الدسم، وتناسب العديد من الطيور،
فيما يجتذب التفاح والإجاص المتساقط عن الشجر أو التي على الشجر طيور
السّمنة والشحرور، بالمقابل فإن بقايا الأطعمة لاتجتذب الطيور لأنه مضاف
إليه الملح.
ومن الضروري تنظيف المعالف للطيور، كل فترة، لأنها مرتع خصيب للبكتيريا
بسبب روث الطيور، ويقترح العلماء ولسد حاجة الطيور في الشتاء من المياه،
توفير المياه لها ضمن بوتقات صغيرة أو ضمن أصيصات، وتجديدها لها حين
التجمد، وكذلك تكسير طبقات الجليد.