استعادت سباقات فورمولا -1 خلال 2011 عنصرها اللاتيني عبر سائقين اثنين.
وسيسعى كل من المكسيكي سيرخيو بيريز والفنزويلي باستور مالدونادو إلى جعل
2012 العام الذي يشهد تقاربا حقيقيا لأمريكا اللاتينية من عالم سباقات
سيارات الفئة الأولى ، ولاسيما مع إقامة سباق الجائزة الكبرى الأمريكي في
أوستن ، على مقربة من الحدود مع المكسيك.
هناك ينتظر أن يأتي في
18 تشرين أول/نوفمبر 2012 العديد من مواطني المكسيك ، البلد الذي يضعه
بيرني إكليستون مالك الحقوق التجارية لسباقات فورمولا -1 في مكانة خاصة ،
مع نهمه الدائم تجاه فتح أسواق جديدة لهذه الرياضة.
وفي 2003 قد لا يحتاج مشجعو بيريز حتى إلى الانتقال خارج وطنهم ، مع احتمالات عودة سباق الجائزة الكبرى المكسيكي.
وبحسب نائب رئيس الاتحاد الدولي لسباقات السيارات ، المكسيكي خوسيه أبيد ،
بات البلد جاهزا والمحادثات مع إكليستون تمضي في طريق جيد.
وامتلكت المكسيك سباقها الخاص من عام 1963 إلى 1970 ، ومن عام 1986 إلى 1992 .
كل ذلك بفضل بيريز ، الذي استهل مشواره في سن الحادية والعشرين مع فريق
ساوبر ، الذي سيظل معه في 2012 ، وكذلك بفضل اهتمام الرعاة المكسيكيين
ولاسيما شركة الهواتف "تيلمكس" وفريقها الذي يقوده كارلوس سليم دوميت ، نجل
كارلوس سليم الرجل الأغنى في العالم بحسب مجلة "فوربس".
وقال
إكليستون في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في أيار/مايو
الماضي :"إنني متيقن من أنها اللحظة المناسبة للذهاب إلى أمريكا
اللاتينية"، موضحا أنه يعرف ما تحتاج إليه دول المكسيك وفنزويلا: "بناء
حلبة".
ويعتبر إكليستون أن أمريكا اللاتينية تمثل سوقا "فائقا"
ويبعث في سبيل ذلك رسالة واضحة: "نود أن نذهب ، ليبنوا حلبة أولا ، وسنكون
هناك".
وتحول بيريز في 2011 إلى أول مكسيكي يقتحم عالم الفورمولا -1 في أخر 30 عاما.
وخلال 17 سباقا شارك بها -غاب عن اثنين بسبب حادث في موناكو- تمكن من
الحصول على نقاط في خمس ، حاصدا في المجمل 14 نقطة احتل بها المركز 16 في
ترتيب بطولة العالم للسائقين.
ويعتقد بيريز أن موسم 2012 سيكون
"جوهريا" في مشواره: "عندما تصل إلى عالم فورمولا -1 عليك إثبات أحقيتك
وعندما تصل إلي عامك الثاني تقوم بالأمور باطمئنان أكبر ، تعرف ما عليك
القيام به ، لكن النتائج هي التي تصنع الضغط".
وقال :"انتهى موسم شاق للغاية حيث حصلت لي أمور كثيرة ، ومضى سريعا جدا. كان شاقا حتى أنني أشعر به ثلاثة أعوام لكل ما حدث فيه".
وكان أكثر ما وسم موسمه هو الحادث الذي جذب جميع الأنظار إلى فورمولا -1 في 15 أيار/مايو على حلبة موناكو.
وذكر عند تقييم الموسم :"في بعض اللحظات تساءلت عما إذا كنت سأصل في وقت
ما من الموسم إلى 100 بالمئة من مستواي. كان شعور بالغثيان يراودني في
المنحنيات. لم يكن هناك شيء سهل".
وعقب حادث موناكو ، حاول العودة في كندا ، لكن خلال التدريبات الأولى بمونتريال شعر بآلام وقرر ترك مكانه للأسباني بدرو دي لاروسا.
وحتى سباق المجر في 31 تموز/يوليو ، لم يكن قد شعر بأنه قد تجاوز بعد الحادث ، الذي تسبب له في ارتجاج بالمخ ، بشكل تام.
وقال راضيا :"قبل الموسم كان الناس يقولون لي إنني كنت سائقا مقابل المال ، وكان من الجيد إثبات أن ذلك الانطباع كان خاطئا".
وكسب بيريز المعركة اللاتينية أمام مالدونادو ، الذي لم يجمع سوى نقطة يتيمة مع فريق ويليامز في بلجيكا.
وعانى الفنزويلي من سوء الحظ في موناكو ، حيث صدمه البريطاني لويس
هاميلتون في النهاية وجعله يفقد النقاط العشر التي كانت تضعه في المركز
السادس.
وقال مالدونادو :"كان ذلك موسما عصيبا لكل الفريق ، لكن
على المستوى الشخصي لاحت لي فرصة التعلم والتحسن. إنني مقتنع بأن الخطوات
التي قطعناها كي نحسن من مستوانا التنافسي ستؤتي ثمارها في 2012 وما
بعدها".
وسيواصل الفنزويلي /26 عاما/ التمتع بمساندة قوية من جانب
حكومة الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز عبر شركة النفط الوطنية ، التي يظهر
شعارها على زي السائق وعلى سيارتي ويليامز.
ويقول الأسطورة فرانك
ويليامز رئيس الفريق :"باستور أثبت هذا العام إنه ليس سريعا فحسب ، بل
أيضا قادر على الحفاظ على معدل جيد وقوي خلال السباق".
ويتوقع
:"سيكون له دور حاسم في إعادة بناء الفريق في 2012". ولم يتحدد بعد اسم
زميله الجديد بعد رحيل البرازيلي المخضرم روبنز باريكيللو.
وسبق
أن رحل عن الفريق مسئوله الفني في الأعوام الأخيرة سام مايكل ، وسيحل مايك
كوجلان ككبير للمهندسين حيث يعود إلى عالم فورمولا -1 بعد فضيحة التجسس
بين ماكلارين وفيراري في 2007 والتي كان هو محورها الرئيسي.
ولم يفز ويليامز بأحد السباقات منذ 2004 ، كما لم يحرز اللقب العالمي منذ 1997 .
سيرخيو بيريز ساوبر سيارة فريق الامجاد وليامز