أثر الحروب النووية على البيئة بقطبيها الطبيعة والإنسان

إن نشوب حربٍ نووية اليوم، هو الخطر الأشدّ فتكاً بالبيئة، وإن آثارها يجعل سائر المخاطر التي لحقت بها أمراً باهتاً. لذا، فإن تخيّل حربٍ نووية قادمة أمرٌمرعب لا يمكن تصوره.




وبالنسبة لتأثير الحرب على الإنسان،
فإن المجتمع البشري الذي ينعم اليوم بأرفع مستوى تقني وتكنولوجي، إلا أنه يعيش على ما يتجاوز موارده المتاحة بفعل ما يواجهه من أزمات اقتصادية ومالية وغذائية وبيئية،
من أخطر مظاهرها ظاهرة الانحباس الحراري التي تحبس أنفاس كلٍ من المجتمعَيْن الدولي والبشري، لما تسببه من ارتفاع حرارة الأرض، وتسارع ذوبان مجالد العالم، وارتفاع مستوى مياه سطح البحار، وتقلّص موارد مياه الشرب، وزيادة المساحات المتصحّره، وتناقص مساحةالغابات، وانخفاض إنتاج الحبوب.
كل ذلك
في الوقت الذي يموت فيه أربعون مليون إنسان من الجوع، وخمسة ملايين طفل، بمختلف الأمراض، وفي الوقت الذي لا يشبع فيه خمسمئة مليون إنسان.
وفي الوقت الذي يوجد فيه ملياران من البشر بحاجة إلى مساعدة.
وفي الوقت الذي فاقت فيه القدرة التدميرية لقنبلة نووية واحدة قوة كل التفجيرات التي جرت في الحروب السابقة منذ اختراع البارود.
وفي الوقت الذي تفوق فيه القدرة التدميرية لما خُزِّن من رؤوس نووية خمسة آلاف مرة القدرة التي تم تفجيرها في سائر الحروب.
أي، في الوقت الذي يجلس فيه اليوم كل إنسان على برميل يحوي خمسةآلاف طن من المتفجرات.
وحسب دراسة أجراها سبعمئة عالم روسي وأمريكي


(إن تفجيرقنبلة نووية استطاعتها10,000 ميغا طن على مدينة عدد سكانها مليون نسمة تتسبب في موت 150000نسمة وإصابة آخرين بحروق مختلفة، وإصابة 50000نسمة برضوض ميكانيكية و 200000نسمة سيصابون بأمراض مختلفة، وهؤلاء سيحتاجون إلى ثلاثمئة مركزطبي وثلاثة آلاف طبيب وعشرة آلاف ممرض ومساعد.
وإن تراشقاً برؤوس نووية بين الدول بقوة عشرة آلاف ميغا طن سيتسبب
بتدمير ألفي مدينة،
منها ألف مدينة في نصف الكرة الشمالي. وسيموت مئات الملايين من البشر ومئات الملايين سيصابون بحروق وكسور و رضوض ميكانيكية وبأمراض مختلفة.
وهؤلاء سيحتاجون إلى عدد من المراكز الطبية تزيدعن مليون مركز. وإلى ما يزيد على ثلاثمئة ألف طبيب وإلى أكثر من عشرة ملايين ممرض ومساعد.


وإن كان الأمر كذلك. فماذا سيحصل فيما إذا أفرغت الدول النووية مالديها من رؤوس نووية!؟.


وبصدد تأثير الحرب النووية على الطبيعة،
فإن الأمر سيكون أشد خطورة.
إذ إن كل ما لحق بالطبيعة من كوارث يعد أمراً باهتاً أيضاً مقارنة بما سيحدث
إذ إنه، فضلاً عن تدمير المدن والقرى بغمضة عين ودفن سكانها تحت الأرض أحياء، فإن أعداداً لا يمكن إحصاؤها من الحيوانات والأشجار ستتفحم.
وستطفو على سطح البحار جثثٌ هائلة لا يمكن إحصاؤها من الأحياء المائية.
وستغلف الجوّ غيوم وإشعاعات نووية رهيبة وسينتهي بلحظة تراثٌ حضاري هائل.


*أما تأثير ذلك على الغلاف الجوي للأرض
فإن سحباً هائلة من الغبار والهباب الناجمة عن التفجيرات والحرائق التي تقدر بمليارات الأطنان ستلفظها الأرض إلى الجو وهي ستؤدي إلى حجب أشعة الشمس عن الأرض لتقلّص كمية الضوء والطاقة عنها، وسيحدث الهباب والغبار كسوفاً شبيهاً بالذي لوحظ على سطح المريخ.
وستحدث ظاهرة الشتاء النووي، إذ حسب رأي العلماء ستتسبب برودة الأرض بحدوث آثار كارثية على الحياة والنبات.


*وبصدد تأثير الحرب النووية علىالمناخ.
فإن كمية الغبار والهباب المتصاعد إلى الجو سيتسبب بحدوث ظاهرة الليل النووي.
وحسب دراسة تقدم بها عدد من العلماء
فإن درجة حرارة الكرة الأرضية ستنخفض بمقدار 10 - 20 درجة مئوية في نصف الكرة الشمالي وبمقدار 30 درجة في شمال أوربا وبمقدار 40 درجة في السواحل الشرقية للولايات المتحدة الأمريكية.
وخلال مطلع الشهر التالي للحرب
فإن طبقة الغبار والهباب والغيوم والإشعاعات النووية ستغلف الكرة الأرضية بكاملها

وفي اليوم المائة بعد الحرب
وستنخفض الحرارة إلى ما تحت الصفر، في المناطق وبضمنها الغابات الاستوائية، وسيقضى بذلك على رئةالأرض.
كما ستنخفض درجة حرارة سطح المحيطات إلى 1 - 2 درجة مئوية.
وستحدث فوارق عظيمة في درجات الحرارة بين البر والبحر، وبين الهواء والماء،
مما سيتسبب في حدوث عواصف شديدة في المناطق الساحلية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً.

وستحدث موجة برد شديدة ستؤدي إلى
-تجمّد كل مصادر المياه العذبة،
-وهلاك المحاصيل الزراعية،
-والقضاء على كل ما هو حي على الكرة الأرضية، التي تصبح غير صالحة للحياة خلال مليون سنة تلي للحرب.